تقديم مدرسة العمل(ابن القاسم) على مدرسة الأثر(أشهب)

 إن التخصُّص المزدَوجللإمام مَالك (حديث,فقه) جعل تلاميذه يتأثَّرون به فبعضهم يغلب عليه الجانب الفقهيوالبعض يغلب عليه الجانب الحديثي.
وكانَلهذين العاملين أثر واضح في ظُهور منهجين في المذهب :
الأولُ : يُقَدمالأحاديث على العمل ، وعلىرأسهم ابن الماجشُون(212هـ) وابن وَهْبمن المصريين وعبدُ المَلك بن حبيب السلمي من الأندلسيين (338هـ).
الثاني : يرىاعتمادَ الأحاديث التي أيَّدها العملُ وتقديمَها ، وعلى رأسهم عبدُ الرحمن بنالقاسم وأكثر تلاميذِ الإمام المصريين.
ومنالأدلة على ذلك ما يرويه الإمامُ يحيى بن يحيى الليثي هذين المنهجين بقوله :" كنت آتيعبد الرحمَن بنَ القاسم ، فيقوللي : من أينَ ياأبَا محمد؟ فأقولُ : من عند عبدالله بن وهب ، فيقوللي : اتَّق اللهفإنَّ أكثر هذه الأحاديث ليسَ عليها العملُ. ثم آتي عبد الله بنوهب ، فَيَقوللي : من أينَ ؟من عندِ ابن القاسم ، فيقوللي : اتق اللهفإن أكثر هذه المسائل رأيٌ".

تعليقات